من دفتر يوميات إمرأه خاصمها نبض الأشواق ق / عندما يأتى الشتاء
الشتاء قائد جسور يستطيع بسهوله قلب موازين الأمور ,ها هى الأشجار تبدو خجلى
فقدت سرقت الرياح القويه ثوبها الأخضر الوارف وتركتها عاريه أغصانها تنكمش فى بعضها البعض
محاوله ستر ما ظهر منها , إنه لا يبالى بل يتقدم بجيش البرد القاسى زاحفا لكى ينل من كل شىء
بلا هوادة أو رحمه ضوء البرق مُهيب صوت الرعد يبعث الخوف ,الإحترام داخل النفوس الأمطار
هى مزيجا بين الحنان والنار هطولها من السماء بأمر المولى على بعض البشر سرورا وفرحا
وعند البعض ويل وعدوان ثم أخيرا أفعى البرودة القارصة تقرص وتلدغ من يقع تحت يديها
إنه يقف الأن يشاهد البيوت القديمة التى تغطي أسقفها القش ,
الخشب وأحيانا بلا سقف يجلس الفقراء فى العراء أمر رجاله بإنزال البطاطين الثقيله والفرش لهؤلاء الناس ثم ,
وقع بصره على تلك السيدة البائسة الجالسه بجلبابها الأسود الملطخ بالطين
وهى يحتضن صغيريها اللذان يرتجفا من الهواء البارد تحت جناحيها مثل الطائر الذى يغطى بريشه فرخيه
ليمنع عنهما أذى البرد أو زخات الأمطار نظر بعين متأثره وربما دامعه لتلك العشه التى تعيش فيها أطياف الماضى
برزت له شدته لتعيده إلى نفس المكان وكأنه عاد لذلك الطفل الفقير البائس بثيابه الرثه
وهو يرتعش بجوار أمه من طلقات الشتاء العتيد والأم تشعل وابور الجاز لكى تدفئه
كم كان المنزل خاليا من الأثاث والفرش لكن حنانها غلب كل ذلك تذكر الشخص الذى مد إليه يد العون
ساعده هو ووالدته لكى يتعلم ويصبح له شأن مرموق فى المجتمع كان يدرك كما أن هناك يد ملطخة بالدماء ,
والأثام ,والشرور وقلوب الحجارة كانت تبكى لأنهم ينعتوها بها تخلت عن الضمير فى أول مشوار ,
ألقت بالرحمة والحب على قارعة الطريق لتفعل بهم خفافيش الظلام والكلاب الضاله ما تريد ,
كان يدرك أن هناك أيضا يد فتحت كفها لينحدر الخير منها كالشلال العنيف
لكل البشر وأفئدة أنار الله سبحانه نور ا لتضىء لكل محتاج طريقه لقد إختار الدرب
الذى يريده رأى سعادة الأهالى وهم يأخذوا البطاطين والفرش إبتسم إبتسامة عريضه
وبغته وجد يد تضغط على كفه بقوة نظر فرأها طفله لا يتعدى عمرها الأربعة أعوام بضفائر وشعر ليس مرتب
لكنها كانت جميله والأجمل تلك النظرة التى خرجت من حدقتيها مع البسمة الصغيرة
التى شقت ثغرها الرقيق لتقول فى إمتنان شكرا ..........
تمت ..................
بقلم نهى على