من سجلات الشرطه....
نزواتي أدخلتني الزنزانة....
قصه حادث ....
بقلم / عبد المنعم معوض....
هي بنت وسط ثلاث شقيقات.. مولوده لأب يعمل موظفا في إحدى الوظائف الحكومية... تحدثت عن حياتها .. قالت اننى منذ صغرى وأنا أدرك حلمي .. جميلة أنا بشهادة الجميع... مفردات الإثارة تملؤني... وأنوثتى تعلن كبريائها... الرقة
والدلال أسلوب حياتى... أحب الدنيا ولا أشبع منها.. وألهث وراء أحلامي التي لا نهاية لها.. جمالي هو رأسمالي الوحيد... فقيرة أنا.. أعرف هذا. راتب والدى لا يكفي إلا لنصف الشهر فقط وبعدها .. نظل ننتظر بفارغ الصبر أول الشهر .. ليس هذا فقط ..عشت في شقة يضيق بها صدر أي كائن بشري .. حجرتين وصالة.. أنا وشقيقاتى في حجرة .. و أبي وأمى في حجرة أخري .. كل منا يكاد يسمع أحلام الآخر .. وبمنطق الحساب كنت ضائعة .. لكنني تصورت نفسي أميرة تسكن قصرا كبيرا .. ، كيف لا أعرف.. و لهذا عشت طوال حياتي في جحيم جمالي وأحلامي
في مدرستي الابتدائية بمركز الحامول حشرت وسط التلاميذ .. صغيرة .. تخجل مما تلبسه .. و تلعن كل شيء يفضحها.. و تتواري من ألعاب الصغار؛ لأنها لم يكن عندها ما يمكن أن تندمج به وسطهم .. و بقوة آمالي أو أوهامي.. نجحت في الالتحاق بالمدرسة الإعدادية، وكان الدرس قاسيا لابد أن اتفوق لأحقق طموحاتي، حيث دبت أقدامي لأول مرة في مدينة القاهرة .. التحقت بكلية دار العلوم و كان يجب أن أعيد كل حساباتي .. لا أريد أن اتخرج لأعمل مدرسة، أريد أن أمسك النجوم بيدي، وأن أجعل رأسي تتطاول وتتطاول حتي تحتضن السحاب
و في القاهرة عشت بمدينة تعشق جنوني كما أعشق كل الهوس الذي يملأها، مدينة غرباء لا يسأل فيها أحد عن أحد، كل منا يتحدد مركزه وموقفه على ما يرتديه من أزياء وعلى ما يبدو عليه
في بداية سنوات دراستي.. كنت انتحر في الاستذكار.. أريد أن أحقق أول خطوة تدفعني إلى المجهول، وفعلا حصلت على تقدير امتياز وفي السنة الثانية عرفني كل زملائي، وبدأت بكل ما أملك استنزف أموال والدي لأظهر بمظهر البنت المودرن
و في السنة الرابعة استطعت أن الفت نظر الجميع، حتي والد زميلتي، وهو طبيب مشهور، كان يتمنى لابنته أن تحقق مثل هذا النجاح الذي حققته جذبني إلى أسرته، خادمة لابنته وانا احببت هذا ، استذكر لها، و ألقنها ما احفظه لكى تحقق له التفوق الذي يتمناه ، وهى للحق كانت فرصة عمري التي أمسكت بها .. فزوجته طبيبة مشهورة أيضا. و المال عندهم لا يشكل أي صعوبة ولم أجد أي معاناة في أن أحصل على ما أريد، بل و أكثر.. عشت معهم في الفيلا التي حلمت بها، و قاومت كل من جاء إلي من أجل أن يتزوجني.
كنت لا أريد أن اقف عند نهاية، فالعمر طويل، وما أريده لا يكفيه الزواج بل يقتله، وتخرجت بعد أن تخلصت من كل آلام الماضي. لقد توسط لي هذا الطبيب المشهور لأعمل بشركة سياحة، وفي شركة السياحة تحطمت كل أحلامي فلا هي الشركة التي تحقق لي ما أريد ولم أجد نفسي فيها.. مئات الفتيات يتحدثن أكثر من لغة، والموارد المالية تحقق لهن ما يريدن. فهربت إلى والد زميلتي مرة أخرى، أشكو له معاناتي كذبا من صاحب هذه الشركة، وأدعيت أشياء لم تحدث، كنت مضطرة إلى ذلك حتي يبحث لي عن فرصة أكبر، لم تكن تخطر لي على بال
صاحبة إحدى شركات الانتاج التليفزيوني قريبه لهم ، ولهذا لم يجدوا صعوبة في ان اعمل فى شركتها ، التحقت بالعمل هناك، وسط عالم من النجوم والكومبارس وعالم آخر من أشباه المجانين...
فكرت في أن أصبح نجمة .. دخلت عالم التمثيل. لكنني انسحبت عندما وجدت أن دوري سيقف عند حدود الكومبارس، و بدأت أراقب المترددين على الشركة ، و جاءت الفرصة الذهبية التي كنت أبحث عنها.. فجأة وجدت طريقا لا يمكنني أن أتراجع عنه .. أعجب بي رجل عربى ....تزوج ثلاث فتيات وكل واحدة لم تستطع أن تفوز إلا بطعام فاخر.. وليال في أفخم الفنادق، وبعض ألوف الجنيهات، تأخذها لكي ترحل
قرر أن يلهو بي .. و قررت أنا ايضا أن الهو به ... أن أعيش معه اللحظة بكل عمقها
و لهذا رفضت أن اتزوجه ولم يصدق فانا الوحيدة التي رفضته، ورغم أنه انفق في أسابيع معدودة أكثر من مائه ألف جنيه أو يزيد إلا أنه "كانت شطارتي في أن امسك به حتي لا يبتعد وايضا يجب لا يقترب" .. الذي لم أتخيله أن أجد زميلا لي في الشركة.. يعيش مثل ظروفي ومجنون مثلى .. أحبني بل عشقني بجنون، ولهذا بدأت أري علامات الغيرة على هذا المسكين...أفهمته بأننى لن اتزوج ...لم ييأس ..اعتقد أنني اتدلل ...بعدت عنه فاقترب هو أكثر
بدأ يتحرش بهذا المليونير... و شيئا فشيئا وثقت من أنه مجنون.. أو فاقد لعقله، أنا التي لم ترض بأحسن منه مليون مرة.. أرضي به ؟
لكنى لم اهتم في بداية الأمر .. ظن أنني أثير فيه الغيرة، فقررت أن اختصر كل خطواتي، واتزوج هذا المليونير ليحقق لي كل طموحاتي .. " فيلا" باسمي.. سيارة .. حساب في البنك.. ولكن للأسف في آخر خطواتي. اقتحم هذا الشاب المجنون شقتي .. كنت وحيدة ..اندفع داخلها بكل قوة، كانت عيناه عين ذئب غادر، فوجئت به يمسكني بقوة جنونه... قاومته بكل ما أملك ..لم يتركني. كان يريد الانتقام منى ، هجم على كالمجنون، دافعت عن نفسي، جريت إلى المطبخ، امسكت بسكين وطعنته وأنا لا أشعر .. وعندما شاهدت الدماء تنزف منه ظللت أصرخ ..هرول إلى شقتى جيرانى ..استدعوا شرطه النجده ...وتم تحرير محضر حيث ادعي كذبا أنني التي طلبت منه أن يحضر .. وفي النيابة لم أعرف كيف أدافع عن نفسي، تم حجزي أربعة أيام على ذمة التحقيق.. كانت إصابته جرح نافذ بالبطن، من حجز قسم الظاهر ذهبت إلي سجن النساء بالقناطر.. دخلته، ورحت أبكي علي نفسى.. لم تكتمل لعبتى مع الحياة ولا لعبتها معى